رئيس التحرير : مشعل العريفي

شاهد: أضواء غريبة تظهر وتختفي في سماء صحراء المملكة.. و"المسند" يكشف حقيقة علاقتها بـ"الجن"!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وثقه أحد رواد البر خلال رحلته في صحراء رماح، بعد ظهور أنوار محافظة رماح من على بعد 20 كلم في السماء ثم اختفائها بشكل مفاجئ، وذلك في ظاهرة غريبة ربطها البعض بـ"الجن".
وعلق أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، عبد الله المسند، على هذه الظاهرة، بقوله: إن "هذه الظاهرة البصرية تُدعى بالسراب العلوي أو السراب المتفوق Superior Mirage، تجعل الأشياء البعيدة التي تكون تحت الأفق ولا نشاهدها بسبب بعدها واحتداب الأرض تجعلها فوق الأفق".

انعكاس أنوار القرية
وأضاف "المسند": "هي خدعة بصرية، عملت الطبقة الهوائية الحارة التي تعلو محافظة رماح عمل المرايا أو العدسة (سراب) فعكست أنوار القرية فوق الأفق... كيف؟.. في حالة المقطع المرفق شمال غرب محافظة رماح بنحو 20كم، كانت طبقة الهواء المماسة لرماح، معتدلة الحرارة نوعًا ما، بينما الطبقة الهوائية التي تقع فوقها أشد منها حرارة، الأمر الذي جعل كثافة الهواء بين الطبقتين متباينًا، وهذا يُسمى في علم المناخ الانقلاب الحراري".
وتابع بقوله: "نعني به أن الطبقة الهوائية العليا أعلى درجة حرارة من السفلى، وهذا خلاف الأصل فيزيائيًا؛ حيث تعلمنا أنه كلما ارتفعنا كلما انخفضت درجة الحرارة، ولكن الانقلاب الحراري يكسر تلك القاعدة، في ظروف عدة منها الحالة التي نحن بصددها، إذ إن سطح الأرض أول الليل يبدأ يفقد حرارته بسرعة فيُبرّد الطبقة الهوائية المماسة له، بينما الطبقة الهوائية العليا ما زالت تحتفظ بالحرارة وتفقدها ببطء، وذلك بسبب اختلاف الحرارة النوعية بين سطح الأرض (اليابس) والهواء".
ظاهرة الانقلاب الحراري
وأكمل "المسند": "هذا يتكرر بالمناسبة أعني الانقلاب الحراري في آخر الليل وأول الصباح في فصل الشتاء فيكون الهواء فوق سطح الأرض مباشرة أبرد من الطبقة التي تعلوه، وعليه نرى سُحب الدخان والسخام والتلوث لا ترتفع إلى أعلى، بل تُحبس بسبب هذه الظاهرة، حتى ترتفع الشمس وتُسخن سطح الأرض فينتهي الانقلاب الحراري ومن ثَم تعود الأمور لطبيعتها (كلما ارتفعنا انخفضت درجة الحرارة)".
وختم "المسند" بقوله: "نعود للمقطع المرفق؛ حيث تظهر أنوار محافظة رماح في الأفق للمصور، عبر شاشة علوية أو عدسة أو قل مرايا تعكس أنوار رماح فترفها للناظر من بعيد عبر ظاهرة السراب وهي خدعة بصرية (ولولا السراب الذي رفعها لم نستطع مشاهدة أنوار رماح بسبب بعدها واحتداب الأرض)، ويتبين مع الوقت للمشاهد أن الأنوار تبدأ بالاختفاء التدريجي، والعلة في ذلك أن طبقة الهواء فوق سطح الأرض مباشرة".

arrow up